الخميس، 8 ديسمبر 2016

الفلقة التي اكلتها في الصف الثالث








الفلقة التي اكلتها في الصف الثالث .. الابتدائي - قصة من واقع صبي الشيعة - 
السلام عليكم .. حقيقة لم اتعود على كتابة القصص .. فتكون هذه اولى محاولاتي في هذا 
المجال .. 
سارويها بمزيج من الفصحة و العامية .. حتى لا يغضب علينا الارباب من المدرستين .. 
- - -

ارجع بكم الى الوراء .. الى حوالي العام 1989 .. عندها كنت في الصف الثالث ابتدائي .. 
كنت تلميذا عاديا .. مؤدب مع الكبار و ضاحك لعوب مع اترابي .. 
في احد الايام الدراسية .. غاب استاذنا عن الحصة الاخيرة او قبل الاخيرة .. لا اذكر
فدخل علينا احد الاستاذة و طلب الالتزام و الصمت و عدم اللعب و الضحك و لا اذكر ان كان قد 
سمح لنا بالتنفس !
و حتى يؤكد لنا مبدأ انعدام الثقة , عين علينا عريفا .. ثم خرج.

عندها عادت الابتسامة .. و عادت الدورة الدموية تتحرك فينا .. وبدا اللعب الطفولي .. و العريف يكتب اسماء - المحظوظين - .. و قد كنت انا احدهم .. 
" خلي يكتب اسمي و اسم ابي .. شو يعني !! "

ضحكت و لعبت و مرحت .... و قبل ان تنتهي الحصة بفترة دخل علينا استاذ الفن .. 
واني وان طالت الدهور ..لأذكر هيئته في ذهني .. 
ثمودي الجثة .. بعثي الملامح .. 
و النظارة السوداء .. ترحمك من النظر عيونه الثعبانية .. 
دخل الفصل .. فالتصق الطلاب بمقاعدهم .. وكأنهم اقطاب مغناطيس موجبة , و كأن الكراسي اقطاب مغناطيس سالبة .. 
دخل و تقدم و جلس على كرسي الاستاذ .. 
ثم رفع قدميه و مددهما على طاولة الاستاذ .. ليقابلنا بقبح ما وطأت قدماه .. 
و رفع النظارة .. 
ثم القى نظرة ضاحكة على الاسماء المدونة .. 
و قال .. " اللي مكتوب اسمه .. يطلع يوقف جمب الصبورة .." 
و قد كنت بينهم ..
و قام بتقديم احد طاولات الطلاب لتكون منصة لتنفيذ الحكم .. 
و نادى احد الطلاب .. " يلا انت الاول ".. 
لم يشمر الاستاذ عن ساعديه .. فقد كان يلبس التيشيرت .. لكنه لوح بالعصا .. و امر الطالب بان ينزع حذائه و جورابه .. ويمد رجليه .. لياكل الفلقة .. 
و انتعش الاستاذ بنظرات الخوف .. نظرات التلهف .. نظرات الانكسار .. " الله يخليك يا استاذ .. اخر مرة .. الله يخليك .. "
لكنه استعد لما يشفي رغباته المريضة .. و رفع يده ... 
و قبل ان تقبل العصا قدم ذلك المسكين .. 

لا اراديا .. و لا ادري كيف .. اجد نفسي قد ضحت ضحكة نصف مكتومة .. !!
و اذا بالاستاذ قد تفاجأ .. و لم ير طعما لضرب ذلك الطالب ... 
وقال "مين اللي ضحك" .. و لم يحتاج الامر اكثر من ثواني حتى كان صبي الشيعة في مقعد العقاب .. و قد تخلى عنه كل ما كان يحمي قدمه .. 
و الاستاذ يرى نظراتي الخائفة .. و ينتعش .. " تضحك ها " .. 
و ما زلت ارى كيف ان رفع العصا .. حتى اختفت في عنان السماء .. ثم هوت .. 
و اغلق صبي الشيعة ,الطفل , عينه .. 

و طااااااااخ .. 
وبدأت اشعر بالحرارة .. لقد التهبت قدامي .. و انتهى دوري .. و قمت لا ادري هل اني اتحرك في الارض ام اني اطير في السماء .. هل لي قدمان .. ام ان وظيفتهما قد وئدت باكرا .. 
و انتهت الحصة .. و انتهى الدوام .. ولا ادري كيف استطعت الوصول الى الحافلة .. 
كيف مشيت !.. كم بكيت ! .. لا ادري !!


و لكني ما زلت اذكر ذلك الاستاذ .. اذكر تلك العصا .. اذكر ذلك الكرسي .. 
و كم اكتم بقلبي غيظ للظلم و الظالم .. 
و صدقوني ... ما ان ارى هذا الاستاذ يوما ما ... حتى اذكره بهذه الحادثة .. 
اذكره بألمي .. اذكره بظلمه .. اذكره بنفسي .. ثم اقترب منه فجاة و .. 

































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق