الفلقة التي اكلتها في الصف الثالث .. الابتدائي - قصة من واقع صبي الشيعة -
السلام عليكم .. حقيقة لم اتعود على كتابة القصص .. فتكون هذه اولى محاولاتي في هذا
المجال ..
سارويها بمزيج من الفصحة و العامية .. حتى لا يغضب علينا الارباب من المدرستين ..
- - -
ارجع بكم الى الوراء .. الى حوالي العام 1989 .. عندها كنت في الصف الثالث ابتدائي ..
كنت تلميذا عاديا .. مؤدب مع الكبار و ضاحك لعوب مع اترابي ..
في احد الايام الدراسية .. غاب استاذنا عن الحصة الاخيرة او قبل الاخيرة .. لا اذكر
فدخل علينا احد الاستاذة و طلب الالتزام و الصمت و عدم اللعب و الضحك و لا اذكر ان كان قد
سمح لنا بالتنفس !
و حتى يؤكد لنا مبدأ انعدام الثقة , عين علينا عريفا .. ثم خرج.
عندها عادت الابتسامة .. و عادت الدورة الدموية تتحرك فينا .. وبدا اللعب الطفولي .. و العريف يكتب اسماء - المحظوظين - .. و قد كنت انا احدهم ..
" خلي يكتب اسمي و اسم ابي .. شو يعني !! "
ضحكت و لعبت و مرحت .... و قبل ان تنتهي الحصة بفترة دخل علينا استاذ الفن ..
واني وان طالت الدهور ..لأذكر هيئته في ذهني ..
ثمودي الجثة .. بعثي الملامح ..
و النظارة السوداء .. ترحمك من النظر عيونه الثعبانية ..
دخل الفصل .. فالتصق الطلاب بمقاعدهم .. وكأنهم اقطاب مغناطيس موجبة , و كأن الكراسي اقطاب مغناطيس سالبة ..
دخل و تقدم و جلس على كرسي الاستاذ ..
ثم رفع قدميه و مددهما على طاولة الاستاذ .. ليقابلنا بقبح ما وطأت قدماه ..
و رفع النظارة ..
ثم القى نظرة ضاحكة على الاسماء المدونة ..
و قال .. " اللي مكتوب اسمه .. يطلع يوقف جمب الصبورة .."
و قد كنت بينهم ..
و قام بتقديم احد طاولات الطلاب لتكون منصة لتنفيذ الحكم ..
و نادى احد الطلاب .. " يلا انت الاول "..
لم يشمر الاستاذ عن ساعديه .. فقد كان يلبس التيشيرت .. لكنه لوح بالعصا .. و امر الطالب بان ينزع حذائه و جورابه .. ويمد رجليه .. لياكل الفلقة ..
و انتعش الاستاذ بنظرات الخوف .. نظرات التلهف .. نظرات الانكسار .. " الله يخليك يا استاذ .. اخر مرة .. الله يخليك .. "
لكنه استعد لما يشفي رغباته المريضة .. و رفع يده ...
و قبل ان تقبل العصا قدم ذلك المسكين ..
لا اراديا .. و لا ادري كيف .. اجد نفسي قد ضحت ضحكة نصف مكتومة .. !!
و اذا بالاستاذ قد تفاجأ .. و لم ير طعما لضرب ذلك الطالب ...
وقال "مين اللي ضحك" .. و لم يحتاج الامر اكثر من ثواني حتى كان صبي الشيعة في مقعد العقاب .. و قد تخلى عنه كل ما كان يحمي قدمه ..
و الاستاذ يرى نظراتي الخائفة .. و ينتعش .. " تضحك ها " ..
و ما زلت ارى كيف ان رفع العصا .. حتى اختفت في عنان السماء .. ثم هوت ..
و اغلق صبي الشيعة ,الطفل , عينه ..
و طااااااااخ ..
وبدأت اشعر بالحرارة .. لقد التهبت قدامي .. و انتهى دوري .. و قمت لا ادري هل اني اتحرك في الارض ام اني اطير في السماء .. هل لي قدمان .. ام ان وظيفتهما قد وئدت باكرا ..
و انتهت الحصة .. و انتهى الدوام .. ولا ادري كيف استطعت الوصول الى الحافلة ..
كيف مشيت !.. كم بكيت ! .. لا ادري !!
و لكني ما زلت اذكر ذلك الاستاذ .. اذكر تلك العصا .. اذكر ذلك الكرسي ..
و كم اكتم بقلبي غيظ للظلم و الظالم ..
و صدقوني ... ما ان ارى هذا الاستاذ يوما ما ... حتى اذكره بهذه الحادثة ..
اذكره بألمي .. اذكره بظلمه .. اذكره بنفسي .. ثم اقترب منه فجاة و ..
السلام عليكم .. حقيقة لم اتعود على كتابة القصص .. فتكون هذه اولى محاولاتي في هذا
المجال ..
سارويها بمزيج من الفصحة و العامية .. حتى لا يغضب علينا الارباب من المدرستين ..
- - -
ارجع بكم الى الوراء .. الى حوالي العام 1989 .. عندها كنت في الصف الثالث ابتدائي ..
كنت تلميذا عاديا .. مؤدب مع الكبار و ضاحك لعوب مع اترابي ..
في احد الايام الدراسية .. غاب استاذنا عن الحصة الاخيرة او قبل الاخيرة .. لا اذكر
فدخل علينا احد الاستاذة و طلب الالتزام و الصمت و عدم اللعب و الضحك و لا اذكر ان كان قد
سمح لنا بالتنفس !
و حتى يؤكد لنا مبدأ انعدام الثقة , عين علينا عريفا .. ثم خرج.
عندها عادت الابتسامة .. و عادت الدورة الدموية تتحرك فينا .. وبدا اللعب الطفولي .. و العريف يكتب اسماء - المحظوظين - .. و قد كنت انا احدهم ..
" خلي يكتب اسمي و اسم ابي .. شو يعني !! "
ضحكت و لعبت و مرحت .... و قبل ان تنتهي الحصة بفترة دخل علينا استاذ الفن ..
واني وان طالت الدهور ..لأذكر هيئته في ذهني ..
ثمودي الجثة .. بعثي الملامح ..
و النظارة السوداء .. ترحمك من النظر عيونه الثعبانية ..
دخل الفصل .. فالتصق الطلاب بمقاعدهم .. وكأنهم اقطاب مغناطيس موجبة , و كأن الكراسي اقطاب مغناطيس سالبة ..
دخل و تقدم و جلس على كرسي الاستاذ ..
ثم رفع قدميه و مددهما على طاولة الاستاذ .. ليقابلنا بقبح ما وطأت قدماه ..
و رفع النظارة ..
ثم القى نظرة ضاحكة على الاسماء المدونة ..
و قال .. " اللي مكتوب اسمه .. يطلع يوقف جمب الصبورة .."
و قد كنت بينهم ..
و قام بتقديم احد طاولات الطلاب لتكون منصة لتنفيذ الحكم ..
و نادى احد الطلاب .. " يلا انت الاول "..
لم يشمر الاستاذ عن ساعديه .. فقد كان يلبس التيشيرت .. لكنه لوح بالعصا .. و امر الطالب بان ينزع حذائه و جورابه .. ويمد رجليه .. لياكل الفلقة ..
و انتعش الاستاذ بنظرات الخوف .. نظرات التلهف .. نظرات الانكسار .. " الله يخليك يا استاذ .. اخر مرة .. الله يخليك .. "
لكنه استعد لما يشفي رغباته المريضة .. و رفع يده ...
و قبل ان تقبل العصا قدم ذلك المسكين ..
لا اراديا .. و لا ادري كيف .. اجد نفسي قد ضحت ضحكة نصف مكتومة .. !!
و اذا بالاستاذ قد تفاجأ .. و لم ير طعما لضرب ذلك الطالب ...
وقال "مين اللي ضحك" .. و لم يحتاج الامر اكثر من ثواني حتى كان صبي الشيعة في مقعد العقاب .. و قد تخلى عنه كل ما كان يحمي قدمه ..
و الاستاذ يرى نظراتي الخائفة .. و ينتعش .. " تضحك ها " ..
و ما زلت ارى كيف ان رفع العصا .. حتى اختفت في عنان السماء .. ثم هوت ..
و اغلق صبي الشيعة ,الطفل , عينه ..
و طااااااااخ ..
وبدأت اشعر بالحرارة .. لقد التهبت قدامي .. و انتهى دوري .. و قمت لا ادري هل اني اتحرك في الارض ام اني اطير في السماء .. هل لي قدمان .. ام ان وظيفتهما قد وئدت باكرا ..
و انتهت الحصة .. و انتهى الدوام .. ولا ادري كيف استطعت الوصول الى الحافلة ..
كيف مشيت !.. كم بكيت ! .. لا ادري !!
و لكني ما زلت اذكر ذلك الاستاذ .. اذكر تلك العصا .. اذكر ذلك الكرسي ..
و كم اكتم بقلبي غيظ للظلم و الظالم ..
و صدقوني ... ما ان ارى هذا الاستاذ يوما ما ... حتى اذكره بهذه الحادثة ..
اذكره بألمي .. اذكره بظلمه .. اذكره بنفسي .. ثم اقترب منه فجاة و ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق